ألْبسْتُ جيد حروفي بسمةَ الغزلِ
فانداح منها نمير الشهدِ والعسلِ
حرفٌ يداعب أشواقي لرؤيتها
و آخرٌ هام بين السهلِ والجبلِ
فكيف أبلغ يا شعري مفاتنها
و كيف أسكبُ في أحضانها جُمَلِي
مددتُ كفيَ للغيماتِ فابتسمتْ
تسقي الحبيبةَ عذب الماء في عجلِ
و كنتُ أسمعُ ذاك الماءَِ يُخبرها
مَنِ الجدير سوى عينيكِ بالقُبَلِ
حتى السحابُ سقاها روحهُ فرِحًا
فهل لها في بديع الحسن من مَثَلِ
تلكم مليكةُ قلب المستهام بها
تفيضُ ذائبةً كالعارضِ الهَطِلِ
المجد أسكنها في قلب مقلتهِ
تعيشُ فيه بهاءَ النون في المُقَلِ
و الورد قلّدها إكليلَ بهجتِهِ
و البدر عانقها كالعاشقِ الثملِ
و الليل ضاء بها كالشمس مشرقةٌ
والفلّ مدّ إليها كفَّ مُبتهِلِ
أعنيكِ غاليتي العيدابي يا وهجًا
منه استجار ضياءُ الشمس بالخجل
يا مَن جمعتِ من الأوصاف أكمَلَها
إليكِ يُنسبُ كل الحسنِ فاحتفِلي
هنا الثقافةُ في العيدابي حاضرةٌ
هذا الكمال يقينًا ليس في الطللِ
فالعلم قد أشرقتْ فيها طلائعهُ
و في الطليعةِ منذ الأعْصُرِ الأُوَلِ
حيّا السحابُ ثراها أنبتتْ قدرًا
لولاهُ خافَ لصاح الناسُ من بللِ
و اليومَ نقطفُ ممّا أنبتتْ ثمرًا
أحلامنا ظهرتْ للنور يا أملي
بلى كتبتِ أيا عيدابي ملحمةً
بالنور تُكتبُ لا ترنو إلى المللِ
ناجيتُ طيفكِ يا عيدابي فابتسمتْ
كل القوافي تروم الفوز بالعسلِ
و انسابَ عطركِ في حرفي و عانقهُ
فكنتِ قِبلتَهُ كالنور في جُمَلي
لمهرجانكِ جاد الحرف وانتظمتْ
كل البحورِ..فكان البدءُ بالغزلِ