يقول الشاعر العربي أبو الطيب المتنبي:
وذو العقل يشقى في النعيم بعقله وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
البيان، أو الكلام، واللغة والأسلوب، هي مقاييس عدة يظهر بها تقييم محتوى الإنسان، والمحتوى اليوم أصبح مقياس العقول ونزول لظاهرة التحدث في منتج أو سلعة، وقد يتطور إلى أبعاد الشعبوية والمقارنة، وإذا أردنا الحديث بتجرد وبدون تحيز فلا يوجد موضوع يطرح سوء الحديث والمقارنة بلغة “نحن الأحسن والأفضل”، وقد يصل إلى لهجة “نحن المنزهون”، وما تبقى من صغار وتوافه الأمور هذا يضعنا ويعطينا يقين بأن أهل العقول في راحة لكن السؤال إلى متى؟!
اليوم يمكننا القول أن هذا التراشق من دون رقيب بعقلية الطحين يتصدر المشهد وكاد أن يصبح حديث الساعة، وبالعموم نحن مع الرد بـ “رأي”، وفي العلم، أما الحديث بلا علم أو الدخول في جدالات ومنزلق يستغله من يريد إثارة الفتنة، ليجعل تلك التوافه شماعة كي يضع سمومه.
لكن كل هذا لا يمنعنا من أن نراهن على الوعي والحديث فيما يخدم المجتمعات والنقاش العلمي، وطرح مواضيع ذات نفع صالح ومفيد للمتلقي، وهي كثيرة، دون النزول للمواضيع التي لا تخدم ولا تقدم ولا تأخر في المجتمعات.
أما في معركة الطحين أصبح “من الحبة قبة” كما يقال، وتكبير الأمور دون نقاش علمي أو رد علمي يستفيد منه الجميع دون ذكر مسميات.