إنها مؤثرة جداً على سلوكيات وقيم الشباب من منظور التربية الإسلامية ، وقد بدأت ظاهرة المواقع الاجتماعية في عام ١٩٩٧م وكان موقع Six Degree”com أول هذه المواقع من خلال إتاحته الفرصة بوضع ملفات شخصية للمـستخدمين على الموقع وكذلك إمكانية التعليق على الأخبار الموجودة على الموقع وتبادل الرسائل مع باقي المشتركين، وإذا كان موقع “Six Degrees. com” هو رائد مواقع التواصل الاجتماعي، فيما فتح موقع “MySpace.com” آفاقا ً واسعة لهذا النوع من المواقـع وقد حقق نجاحا ً هائلا ً منذ إنشائه عام ٢٠٠٣م .
بعد ذلك توالى ظهور مواقع التواصـل الاجتماعي، لكن العلامة الفارقة كانت في ظهور موقع FaceBook.com الذي مكـن مستخدميه من تبادل المعلومات فيما بينهم وإتاحة الفرصة أمام الأصدقاء للوصول إلى ملفاتهم الشخصية.
وتعد شبكات ُ التواصل الاجتماعي مثل »فيسبوك وتـويتر أو تطبيقـات مثـل سكايبي أو واتساب من أفضل الوسائل التي ربمـا ميـزت العـصر الحـديث وأسهمت في إحداث طفرة حقيقية في التواصل المباشر بين المسلمين وغير المسلمين وأتاحت فرصة ذهبية للدعاة من أجل تعريف الدنيا بنور الهدى وتعـرف بالإعلام الاجتماعي الجديد الذي يشهد حركة ديناميكية من التطور والانتشار .
وقد كان في بداياته مجتمعا ً افتراضيا ً على نطاق ضيق ومحدود ثم ما لبث أن ازداد مع الوقـت ليتحول من أداة إعلامية نصية مكتوبة إلى أداة إعلامية سمعية وبـصرية تـؤثر فـي قرارات المتأثرين واستجاباتهمً بضغوط من القوة المؤثرة التي تستخدم فـي تأثيرهـا الأنماط الشخصية للفرد السمعي والبصري والحسي باعتبار أن المتأثر وأنماطـه محور مهم في عملية التأثير مستغلة أي القوة المؤثرة أن السمعي سريع في قراراته لأن طاقته عالية ويتخيل ما يتحدث به أو يسمعه والبصري حذر في قراراته لأنها مبنية على التحليل الدقيق للأوضاع والحسي يبني قراراته على مشاعره وعواطفه المستنبطة من التجارب التي مر بها في محاولة من أولئك المـؤثرين لتغييـر الآراء والمفـاهيم والأفكار والمشاعر والمواقف والسلوك .
لقد أسهمت مواقع التواصل الاجتماعي إسهامات عظيمة في تفعيل المشاركة لتحقق رغبة كل فئة مشتركة في الاهتمامات والأنشطة نفسها، كما أن لهـا دور مهمـ فـي التشبيك والمناصرة والضغط والتفاعل والتأثير بقيادات غيـر منظمـة في
المسؤولية المجتمعية إذا ما أحسن استثمارها واستغلالها وتوجيهها بشكل جيـد ، فقـد استطاعت أن تحول الأقوال والأفكار والتوجهات إلى مشروعات عمل جاهزة للتنفيذ لذا لا يمكن أن نعد التواصل عبر الشبكات الاجتماعية موضة شبابية تتغيـر مـع مـرور الزمن ، ويجب على الشاب المسلم عندما يدخل إلى تلك المواقع أن يستحضِر في نيته أنـه يدخل للتعارف مع إخوانه والحصول على خبرات إيجابية تفيده في حياتـه العمليـة وليس لتضييع الوقت أو التحدث إلى الفتيات مثلما يقع كثير من الشباب للأسف في هذا المحظور ، كما أنه على المسلم السوي أن يستعمِل هذه المواقع التي سخرها الله تعالى لنا حتى يكثر التواصل والتعارف بين الشعوب في الخير ولا يستعمله إلا للحـلال وأن يجتنب الحرام والدخول في خصوصيات الغير واقتحام الحرية الشخـصية .