جدة – محمد العمري
أكد أدباء أن النقد البيئي ظهر للتأكيد على أهمية المكان والطبيعة والبيئة، ضمن منظور نقدي إيكولوجي معاصر، وشددوا أن المرحلة الحالية تتطلب النظر إلى البيئة بصفتها بطلاً وليس عنصرًا هامشيًّا.
جاء ذلك في جلسة حوارية بعنوان “الخطاب الأخضر في ثقافة الأدب السعودي”، نظمها معرض جدة للكتاب بالتعاون مع نادي مكة الأدبي، وأدارها الدكتور سامي الثقفي، الذي أوضح أن النقد البيئي ظهر في الثقافة “الأنجلوسكسونية” منذ السبعينيات، ويعقد ترابطات نصية وخطابية بين الأدب والطبيعة والأرض والمكان والبيئة، وذلك في ضوء قراءات متنوعة ثقافية ونفسية واجتماعية وجمالية وتاريخية.
وأكد الدكتور عادل خميس الزهراني أستاذ النقد الحديث بقسم اللغة العربية وآدابها بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة أن النقد البيئي هو حقل بيني من النقد، ويسعى خلف كل الأعمال الأدبية التي تتناول الطبيعة أو البيئة من أي جهة، وهي علاقة قديمة، يمكن الاستفادة منه في إعادة قراءة الكثير من الأعمال الأدبية القديمة.
وأضاف أن النقد البيئي لا يزال يشكل أدواته، والمجال سيكون مفتوحًا للباحثين للعودة إلى الأعمال الأدبية السعودية خلال العقود الماضية، لإعادة النظر إلى البيئة في دور البطولة، وليس مجرد عنصر هامشي.
بدورها تناولت الأديبة الدكتورة أماني الأنصاري العلاقة بين النقد البيئي والسرد، وترى أن الروايات والمجموعات القصصية السعودية تشهد تحولات كبيرة جدًّا بعد انفتاح المملكة ورؤيتها للعام 2030، ومبادراتها البيئية مثل مبادرة السعودية الخضراء، فأصبح الأدباء يتناولون البيئة بشكل جمالي.
بدوره، تحدث الدكتور علي بن عتيق المالكي الأستاذ المساعد بكلية الآداب في جامعة الطائف حول (كيف يمكن للبيئة أن تحضر في الأدب بشكل جمالي)، والتي تحظى باهتمام كبير منذ إطلاق رؤية المملكة ٢٠٣٠ التي جاءت متوائمة مع أهداف التنمية المستدامة السبع عشرة، والتي أقرتها الأمم المتحدة، مبينًا أن الكاتب الأميركي ديفيد كارتر يضيف في كتابه (النظرية الأدبية) النقد البيئي كفئة جديدة -وهي المكان- إلى فئات: العرق، والطبقة، والجنس… إلخ، كوجهات نظر لتحليل الأدب.
وأكد الدكتور المالكي أن الشعر البيئي هو الذي يجعل الإنسان يتماهى مع البيئة وليس المتحكم فيها، لافتًا إلى أن الكثير من الدواوين في الشعر السعودي جاء فيها الماء جزءًا من العنوان، أو جاء الماء كشكل من أشكاله في عناوينها مثل البحر، أو الإشارة إليه بطريقة غير مباشرة مثل ديوان عطش للشاعرة منى الغامدي، واصفًا الشعر السعودي بأنه شعر شبه مائي بشكل كبير، ولفت إلى أن هناك كتابًا متخصصًا عن شعرية الماء لدى شعراء جازان.