صالح الصواط – مكة المكرمة
في إطار فعاليات الشريك الأدبي، وضمن المبادرات الثقافية التي يقدمها الشريك الأدبي بالتعاون مع نادي شعلة الأدبي، احتضن كوفي ليف بمكة مساء أمس أمسية أدبية ثرية بعنوان «أدب السخرية» قدّمتها الأستاذة فاطمة المولد، وسط حضور لافت من الأدباء والمهتمين بالفنون اللغوية وأساليب الكتابة الحديثة.
جاءت الأمسية ضمن سلسلة نشاطات تهدف إلى تعزيز الوعي الأدبي وتقديم ألوان جديدة من الإبداع، وشهدت تفاعل من الحضور.
استعرضت المولد مفهوم أدب السخرية وأصوله وجذور هذا الفن الأدبي، مبينة أنه يعتمد على المفارقة والذكاء اللغوي لكشف أوجه الخلل الاجتماعي والفكري دون تجريح مباشر، مما يجعله أدبًا راقيًا قادرًا على التأثير بعمق.
وضحت الأستاذة فاطمة الفرق بين السخرية والتهكّم بشرحها شرحاً دقيقًا للفارق بينهما، إذ تُبنى السخرية على الطرافة الممزوجة بنقد رقيق يحرّك التفكير، بينما يتسم التهكّم بحدة أكبر ونبرة مباشرة قد تترك أثرًا صادمًا لدى المتلقي.
فالسخرية تُضحك قبل أن تُفكّر، والتهكم يُفكّر قبل أن يُوجع.
تطرقت الأمسية إلى أبرز أدوات هذا الأدب، ومنها:
• المفارقة: إبراز التناقضات بشكل لافت.
• المبالغة الفنية: تضخيم الفكرة لزيادة وضوح الرسالة.
• الرمزية: تمرير النقد عبر صور وإيحاءات أدبية.
• اللغة الخفيفة: المزج بين البساطة والعمق.
• البعد النقدي: توجيه رسائل إصلاحية بشكل غير مباشر.
ناقشت المولد أثر السخرية في الأدب والمجتمع وكيف أسهم الأدب الساخر في تشكيل الوعي الحديث، وقدرته على نقد الظواهر الاجتماعية والسياسية بشكل مسؤول وجاذب، لا سيما في عصر المنصات الرقمية.
وفي ختام الأمسية، قدّم الحضور مداخلاتهم، مشيدين بتجربة الشريك الأدبي ونادي شعلة الأدبي في فتح آفاق جديدة للنقاش الثقافي، مؤكدين قيمة مثل هذه اللقاءات في إثراء المشهد الأدبي بمكة.
