بقلم: عبدالعزيز عطيه
الوحة للفنانة التشكيلية: وداد المنيّع
قالوا قديمة… إنّ البرقع لا يفتن،
وأنا أعلم أنّ الأشياء لا تَهرم،
إنما يهرم الذين لا يعرفون كيف ينظرون.
قالوا… غطاءٌ من قماش
كيف يسرق القلب؟
وكيف يُربك الصدر؟
وكيف يجعل الخطوة ترتجف
كأنها تمشي على نبض لا يُرى؟
وأنا أقول…
ليس الجمال ما يُكشف،
الجمال ما يختبئ…
ما يجعل العين تبحث،
والروح تتقدم خطوة
ثم تتراجع خجلاً.
يا لدهشتهم…
ظنّوا أن السِّتر يُطفئ الضوء،
وما علموا أن الضوء الحقيقي
يأتي من الأشياء التي لا تُكشف بسهولة،
من الأسرار التي تمشي على الأرض
وتترك خلفها أثر حضورٍ
لا يُشبه أحداً.
قالوا قديمة…
وأنا رأيت في القديم سحراً
وفي الستر لغة
وفي البرقع حكاية امرأة
تعرف أن الفتنة ليست وجهاً،
بل حضوراً كاملًا
يبدأ من الصمت
ولا ينتهي.