فهد السميح/ حوطة بني تميم

في رحلةٍ تجمع الأصالة بالجمال، استقبلت محافظة حوطة بني تميم وفدًا إعلاميًا في زيارةٍ تهدف إلى الوقوف على ما تحمله المحافظة من إرثٍ تاريخي عريق، وثرواتٍ طبيعية خلاّبة، ونهضةٍ تنموية متسارعة تعكس مكانتها جنوب منطقة الرياض.

وتُعد حوطة بني تميم — الواقعة على بُعد نحو 160 كيلومترًا من العاصمة — واحدةً من أجمل الواحات الطبيعية في منطقة نجد، حيث تتناثر جبال طويق حولها كالسور، وتنساب الأودية عبر أرضها، وتزدهر مزارع النخيل التي طالما عُرفت بجود تمورها وتنوّع إنتاجها. وبين طيات هذه الطبيعة، تتشكّل بيئة فطرية نادرة جعلت من المحافظة مقصدًا لعشاق الحياة البرية والسياحة البيئية.

*البداية: مهرجان خريف الحوطة… نبض الحياة ووجه التراث*

استهلّ الوفد جولته بزيارة المنتزه البري الذي يحتضن فعاليات مهرجان خريف الحوطة. ويضم المنتزه مسرح طويق أحد أكبر المسارح في المنطقة، والذي استغرق تشييده — مع مرافق السوق والأكشاك — نحو ثلاثة أشهر من العمل المتواصل بمشاركة 300 عامل.

وخلال الجولة، اطّلع الوفد على الفعاليات التراثية والترفيهية التي يحتضنها المهرجان، وما تعكسه من ثراء ثقافي يعزز هوية المحافظة، والتقى الوفد الإعلامي داخل المهرجان بالشاعر والقاص حمد بن عبدالله الشثري الذي رحب بالوفد .

وقدم شرحاً مفصلاً عن الخيمة الشعبية المشاركة بالمهرجان والتي يشرف عليها بنفسه .

وأوضح الشثري أن الخيمة تستضيف شعراء المحافظة ويتم خلالها تقديم القهوة السعودية والتى يتم شرح طريقه صنعها لزوار المهرجان ناهيك عن العديد من القصص والقصايد الشعرية داخل الخيمة .

*محمية الشعيبة… لوحة الطبيعة وموطن الحياة الفطرية*

وتابع الوفد جولته بزيارة محمية الشعيبة، إحدى أبرز البيئات الطبيعية في المنطقة، حيث استمتعوا بما تضمه من مشاهد خلابة تعكس هدوء الصحراء واتساع أفقها. كما شاهدوا تنوع الحياة الفطرية من غزلان ونعام ووبر بري، في صورة تعبّر عن جهود المحافظة في حماية مواردها وتنمية ثرواتها الطبيعية.

في حين يستقبل الموقع زوّاره يوميًا من الثامنة صباحًا حتى الثانية عشرة ليلًا — ما عدا يوم الجمعة حيث تُفتح أبواب المتحف من الساعة الثانية ظهرًا — ليشكّل محطة جذب مستمرة لأهالي المحافظة وزوارها من مختلف مناطق المملكة ودول الخليج.

كما أوضح أحد مشرفي الموقع أن أسعار الدخول رمزية وفي متناول الجميع، مشيرًا إلى توفر خيام مهيأة للإيجار وقاعة مجهّزة تستوعب أكثر من مئة شخص للمناسبات والفعاليات الخاصة.

*متحف القنور… حين يتحدث التراث بنفسه*

بعد ذلك، انتقل الوفد إلى متحف القنور، حيث كان في استقبالهم الأستاذ عبدالرحمن بن فهد القنور الذي قدّم شرحًا مفصلًا عن مقتنيات المتحف وأقسامه التي تحكي تاريخ المحافظة، وتوثّق مسيرة المملكة عبر عقود طويلة.

وتجوّل الوفد بين أروقة المتحف التي احتضنت إرثًا نادرًا وقطعًا تاريخية مميزة، واستمعوا لعدد من القصص والروايات والقصائد الشعبية التي نالت إعجابهم.

وبيّن الأستاذ القنور أن أوقات زيارة المتحف تمتد يوميًا من الثامنة صباحًا حتى الثانية عشرة ظهرًا، ومن بعد صلاة العصر إلى صلاة المغرب، بينما تُفتح أبوابه يوم الجمعة من بعد صلاة الجمعة حتى صلاة المغرب.

*قلعة الإمام تركي بن عبدالله… شاهد معمار وتاريخ*

كما شملت الجولة زيارة قلعة الإمام تركي بن عبدالله التاريخية، التي تقف شامخةً بوصفها أحد أهم الشواهد المعمارية التي تحكي تاريخ المنطقة وتروي مراحل من تأسيس الدولة السعودية وقيمها وأصالتها.

*ختام بالضيافة النجدية*

واختُتمت الزيارة بدعوة كريمة من رجل الأعمال الأستاذ أحمد العميقان، حيث التقى الوفد بوالده الأستاذ إبراهيم العميقان ونخبة من وجهاء المحافظة.

وقد أقيم حفل عشاء للوفد بمناسبة هذه الزيارة وقُدمت فيه بعض القصائد الترحيبية، وسط حضور عدد من أعيان المحافظة، في مشهد يجسّد كرم أهالي حوطة بني تميم ودفء استقبالهم لضيوفهم.

*تنسيق وإشراف*

يُذكر أن هذه الزيارة جاءت بدعوة من المنسق الإعلامي للمهرجان الأستاذ فهد السميح، حرصًا منه على إبراز ما تمتلكه المحافظة من مقومات طبيعية وتراثية وتنموية تجعل منها وجهة تستحق الضوء الإعلامي وتسليط الاهتمام الوطني.

وقد شارك في الزيارة كل من الإعلاميين:

سعيد العجل – د. خالد بخش – خالد الخضيري – أحمد الخبراني – محمد البخيت – محمد السعران – بدر الحارثي – محمد العبدالهادي.

اترك تعليقاً