عفاف زعير – المدينة المنوّرة

في ليلةٍ تتكئ على الموسيقى الخفية للحروف، وتتنفّس من عبير الشعر، اجتمع عشّاق الكلمة في المدينة المنورة ليمنحوا الأمسية ضوءها، ويمنحهم الشعر دفئه.

أقام مقهى رَحى الشريك الأدبي أمسية شعرية بعنوان “على إيقاع الحب” مساء السبت الموافق 24 / 5 / 1447هـ، حيث تولّى إدارة الأمسية الأستاذ سعد نمنكاني الذي تميّز بقدرته على إدارة الحوار بأسلوب راقٍ ومحترف، وبحضور أدبي لافت أضفى على الأمسية رونقًا خاصًا.

وكان ضيف الليلة الشاعر القدير ياسر علي الحاشدي ، صاحب الصوت المميز والإلقاء الآسر، والذي باح بجمال قصائده فلامست قلوب الحاضرين. وقد استهل الأستاذ نمنكاني الأمسية بترحيب مميز بالشاعر، ولقّبه بـ “سلطان الأمسية” لهذه الليلة، مستعرضًا سيرته الأدبية المليئة بالإنجازات.
وقد عُرف عن الشاعر ياسر أنه بدأ كتابة الشعر منذ نعومة أنامله في سن الثالثة عشرة، وهو من مواليد مكة المكرمة، وله العديد من الدواوين والمشاركات في المجلات والنوادي الأدبية، إضافةً إلى حضوره في المهرجانات الشعرية. ومن أبرز مؤلفاته:
“على إيقاع الحب” و “جنون ما قبل النوم وحيدًا”.

شهدت الأمسية حوارًا ماتعًا بين الأستاذ سعد نمنكاني والشاعر، حيث تحدّث الحاشدي عن الموهبة ودورها، وأنها لا تزدهر إلا بالقراءة والممارسة والاطلاع. كما تناول الحديث الحكمة وكيف لا تتكوّن إلا بعد تجارب عديدة، وتطرّقا لمسيرة الحرف في المملكة العربية السعودية وكيف أصبح للمقاهي اليوم دور شريك أدبي فاعل في المشهد الثقافي.
وتناول الحوار أيضًا وضع النثر ومساره الحديث.

أطرب الشاعر ياسر الحضور بعدد من القصائد المتنوعة بين الوطنية والغزلية، إضافة إلى قصيدته العذبة في ابنته “سِدرة” التي لامست مشاعر الجمهور وأثّرت فيهم كثيرًا.

وفي ختام الأمسية، تقدّم الأستاذ سعد نمنكاني بالشكر إلى الشاعر ياسر الحاشدي على حضوره وإبداعه الذي أضفى على هذه الليلة دفئًا وشعرًا. كما توجّه بالشكر إلى الحضور الكريم على تفاعلهم واستماعهم، مؤكدًا أن مثل هذه الأمسيات تُثري المشهد الثقافي وتبقى علامة مضيئة في الذاكرة

اترك تعليقاً