فاطمة محمد مبارك /أبها
رصد مرصد “نور الفلك” بمنطقة القصيم صباح اليوم بقعًا شمسية كبيرة على سطح الشمس، يُتوقّع أن ينتج عنها خلال الأيام المقبلة توهّجات شمسية متوسطة التأثير تمتد آثارها إلى المناطق القطبية، في ظاهرة فلكية يراقبها العلماء عن كثب.
وأوضح رئيس جمعية “نور لعلوم الفلك” عيسى الغفيلي أن هذه البقع تمثل مناطق نشطة مغناطيسيًا على سطح الشمس، تظهر وتختفي ضمن دورات شمسية محدّدة، وتبدو داكنة اللون مقارنة بالمناطق المحيطة بها نتيجة انخفاض حرارتها. وأشار إلى أن مرور التيارات المغناطيسية المكثفة يؤدي إلى تقليل درجة الحرارة في تلك المناطق، مما يجعلها أكثر وضوحًا عند الرصد.
وأضاف الغفيلي أن التوهّجات والعواصف الشمسية الخفيفة والمتوسطة تسهم عادة في ظهور الشفق القطبي، وقد تُحدث تأثيرات طفيفة على أنظمة الأقمار الصناعية وشبكات الطاقة، خصوصًا في المناطق القريبة من القطب الشمالي، إلى جانب احتمالية تأثر حركة الطيور المهاجرة في تلك الأقاليم بسبب الاضطرابات المغناطيسية.
وأكد رئيس الجمعية أن فِرق الرصد تتابع تطورات النشاط الشمسي لحظة بلحظة باستخدام أجهزة متخصصة لمراقبة طقس الفضاء، بهدف تقديم قراءات دقيقة تساعد في فهم الظواهر الفلكية المرتبطة بالنشاط الشمسي وتحليل تأثيراتها المحتملة على الأرض.
ويُذكر أن أقوى عاصفة شمسية مسجلة في التاريخ وقعت قبل نحو 160 عامًا، وتسببت في ظهور الشفق القطبي في مناطق قريبة من خط الاستواء، في حدث فلكي نادر لا يزال يُستشهد به علميًا حتى اليوم.