الدكتور :رشيد بن عبدالعزيز الحمد
– في ليلة هادئة من ليالي المستقبل، جلستُ أكتب إلى نفسي قبل سنوات، كأنني أبعث برسالة عبر الزمن. لم تكن كلمات عابرة، بل دروسًا صاغتها التجارب ودفعتُ ثمنها من العمر والمشاعر.
كتبت لنفسي:
“اقضِ حوائجك بصمت، فالأحلام لا تحتاج إلى ضجيج لتكبر، بل إلى عمل وإصرار. لا تُرهق قلبك بعلاقات عابرة تترك خلفها فراغًا، وامنح مشاعرك لمن يستحق فقط. تمسّك بصلاتك ووردك اليومي، ففيهما قوة داخلية لا يهبها العالم كله.”
ثم واصلت:
“طوّر لغتك ومهاراتك، فالكلمات جواز عبورك إلى القلوب والعقول. لا تجالس السلبيين الذين يسرقون نورك، وابحث عمّن يضيفون إلى رصيدك فرحًا وأملًا. لا تتعلّق بأحد أكثر مما ينبغي، فالتوازن سرّ الاستقرار. واعمل على نفسك باستمرار، فأنت مشروعك الأكبر والأجمل.”
“أنت مشروعك الأكبر والأجمل، فاستثمر في نفسك ولا تفرّط بها.”
وأضفت بخط واضح:
“لا تُكثر القلق، فكل مشكلة تحمل في طياتها حلّها إن أحسنت النظر. وتذكّر أن الأهداف مهما بدت بعيدة، تقترب بخطوة أولى تتبعها خطوات، وبصمتٍ يحفظ عزيمتك وخصوصيتك.”
أغلقت الرسالة، وابتسمت. كانت أشبه بمرآة تعكس صورة إنسان أقوى وأصفى. ولو وصلتكم هذه الكلمات اليوم، فلتكن دليلكم الصغير نحو مستقبل أبهى.