بقلم الأستاذ/ جلال الطويهري
رئيس منظمة مجلس الشباب التونسي

تاريخ الجمعيات الرياضية هو في جوهره تاريخ مدن ومجتمعات لأنها لا تعنى فقط بالمنافسات داخل الملاعب بل تجسّطد قيَم التضامن والانتماء، وحب الوطن وفي هذا الإطار، يبرز المرجان الرياضي بطبرقة كأحد أهم الوجوه المشرقة في المشهد الرياضي المحلي، إذ ظل منذ نشأته فضاءً جامعا للشباب ومنبرا للتلاقي بين الأجيال وعنوانا لإرادة الحياة رغم كل الصعوبات.

لقد أثبتت التجارب أن الرياضة حين يقودها أصحاب النوايا الصادقة والإيمان الحقيقي بالرسالة، تتحول إلى قوة دفع للتنمية الاجتماعية والثقافية. ولا شك أن الإطارات والموظفين واللاعبين والمشجعين في المرجان الرياضي بطبرقة يجسدون هذا المعنى أصدق تجسيد بما قدموه من إخلاص وبما أظهروه من مثابرة وروح عالية رغم كل الظروف فهؤلاء الجنود المجهولون الذين يعملون في صمت، سواء فوق الميدان أو خلف الكواليس يستحقون كل عبارات الامتنان والدعم.

وفي هذا السياق لا يمكن إلا أن نقف إجلالا وتقديرا للمجهودات الجبارة التي تبذلها الهيئة التسييرية الحالية فقد نجحت هذه القيادة، في ظرف وجيز، في إعادة ترتيب البيت الداخلي، ووضع أسس جديدة للعمل الإداري والتنظيمي بما يفتح المجال أمام تحقيق الأهداف الرياضية المرجوّة. حصول الجمعية على مقر رسمي هو حدث فارق لا يمثل مجرد مكسب مادي بل يعد خطوة استراتيجية نحو الاستقرار، وبداية فعلية لمرحلة جديدة من العطاء والنمو. إنه مكسب تاريخي يترجم حجم الإصرار وقيمة التعاون وصدق الرؤية لدى أبناء النادي وداعميه.

إن المرجان الرياضي بطبرقة لا يختزل في عدد الانتصارات أو الألقاب، رغم أهميتها، وإنما يكمن في رسالته الأعمق:
تربية الناشئة على حب الرياضة وتنمية روح الانتماء لدى الشباب وتوفير فضاء صحي وآمن للإبداع والمنافسة النزيهة هنا تكمن قوّته الحقيقية وهنا يترسّخ حضوره كفاعل أساسي في الحياة العامة بالمدينة إن واجب المرحلة المقبلة يقتضي من الجميع مؤسسات وأفرادا أن يواصلوا دعم هذا المشروع الرياضي والاجتماعي في آن واحد فالنادي لا يمكن أن ينجح دون جمهوره الوفي الذي يظلّ القلب النابض ولا دون لاعبيه الذين يترجمون الطموح إلى أداء، ولا دون إطاراته التي تعمل في صمت، ولا دون سلطة محلية وجهوية تضع الرياضة ضمن أولوياتها التنموية إننا إذ نبارك هذا المكسب المتمثل في المقر الجديد فإننا نجدد مساندتنا المطلقة للمرجان الرياضي بطبرقة مؤمنين أن ما تحقق اليوم هو مجرد خطوة أولى في مسار طويل من الإنجازات القادمة فليكن هذا النجاح حافزًا لمزيد من التنظيم، والاستثمار في الطاقات الشابة، وفتح آفاق جديدة تجعل من النادي ليس فقط رمزا رياضيا بل أيضا مدرسة في المواطنة والعمل الجماعي.

المرجان الرياضي بطبرقة سيظل مرآةً تعكس صورة الجهة ورمزا للصمود والإصرار على النجاح وفضاء يثبت أن الرياضة يمكن أن تكون جسرا نحو مستقبل أفضل.

اترك تعليقاً