بقلم : لمياء المرشد
في العلاقات الإنسانية، يبرز سلوك متكرر يكشف عن خلل في ميزان العدالة، وهو تضخيم أخطاء الآخرين مقابل التهوين من الأخطاء الشخصية أو أخطاء المقرّبين. هذا السلوك لا يقتصر على الأفراد في حياتهم اليومية، بل يمتد ليظهر في بيئات العمل، والمجتمعات، بل وحتى في المشهد الإعلامي.
العدل والإنصاف يقتضيان أن تُقاس الأخطاء بميزان واحد، لا أن تُكبَّر حين تصدر من الآخر وتُصغَّر أو تُبرَّر حين تصدر من الذات أو المحيطين. هذا التناقض يفتح باب الانحياز ويُفقد الثقة، ويحوّل الحوار إلى ساحة من الاتهامات بدلاً من أن يكون مساحة للتصحيح والبناء.
الاعتراف بالخطأ الشخصي خطوة شجاعة تُكسب احترام الآخرين، كما أن التعامل مع أخطاء الغير بروح موضوعية بعيدًا عن التضخيم يُعزز الثقة ويشيع روح الاحترام المتبادل. فالعدالة لا تتحقق إلا حين نقيس أنفسنا والآخرين بالمكيال نفسه، ونُدرك أن الخطأ خطأ مهما كان مصدره، وأن الصواب صواب مهما كان قائله.
ختامًا، يبقى المبدأ الأصيل أن العدل أساس العلاقات الناجحة، وأن من يعتاد الموازنة بين محاسبة النفس ومحاسبة الآخرين، يزرع احترامه في القلوب قبل أن يطلبه بلسانه.