بقلم: د. عثمان بن عبدالعزيز آل عثمان
الأخت هي الحنان الممزوج بالعاطفة الصافية، وهي البسمة التي تضيء بيت الأسرة، واليد الحانية التي تمسح عنك التعب والهمّ. حنانها يمتد منذ الطفولة، فيشاركك البراءة، ويكبر معك ليكون ظلاً من المودة لا يزول.
قال الله سبحانه وتعالى في قصة موسى عليه السلام:
﴿وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾ [القصص: 11].
في هذه الآية تجلّت عاطفة الأخت وحرصها على أخيها، فهي التي تابعت أمره بخوف واهتمام، مما يُبرز عظم مكانتها ورقتها.
وقال رسول الله ﷺ: «من كان له ثلاث بنات فصبر عليهن وأطعمهن وسقاهن وكساهن من جدته كن له حجابًا من النار يوم القيامة» [رواه ابن ماجه]. وهذا دليل على عظمة مكانة البنات والأخوات في الإسلام، ووجوب الإحسان إليهن.
حنان الأخت يتجلى في حضورها الدائم، فهي التي تُعطي من قلبها دون انتظار، وتبقى الأقرب إلى أسرارك ووجدانك. ولطالما كانت الأخت في البيوت رمزًا للعطاء والرحمة والرفق.
قال الشاعر:
أُختي هي النور الذي أقتدي به هي الحنان إذا شكا القلب واهتدى
أما العرب فقالوا في أمثالهم: “الأخت للأخت سندٌ وذخرٌ”، وهو مثل يعكس أن الأخت عماد الأسرة، وهي الرابط الذي يجمع القلوب.
إن حنان الأخت مدرسةٌ في الرحمة والحنوّ والرقة، ومن فقد حنانها فقد شيئًا من نور الحياة وبهجتها.
هذا المقال اجتهاد شخصي، نسأل الله رب العالمين أن ينال رضاكم، وإن كان هناك قصور فالكمال لله وحده سبحانه وتعالى، ونرحب بأي ملاحظات على البريد الإلكتروني: OZO123@HOTMAIL.COM.