اعتبر منصور صالح، نائب رئيس الدائرة الإعلامية للمجلس الانتقالي الجنوبي اليمني، أن الاستماع لما سماها “الإرادة الجنوبية” وتحقيق تطلعاتها، هو مفتاح الحل للأزمة في بلاده.
وقال صالح في اتصال مع “سبوتنيك”، إن “تحرير محافظات جنوب اليمن من المليشيا الحوثية كان فعلا ثوريا جنوبيا خالصا بدعم من التحالف العربي، ولهدف أساسي هو تحرير الجنوب على طريق استعادة دولته وليس من أجل عودة الأحزاب اليمنية إلى صنعاء، بدليل أن المقاومة الجنوبية والقوات المسلحة الجنوبية قاتلت تحت الراية الجنوبية ولم تقبل بغيرها” على حد قوله.
وأضاف أن “الجنوبيين لم يقاتلوا العناصر الحوثية فقط، بل قاتلوا عشرات الألوية العسكرية اليمنية الشمالية التي كانت تحتل الجنوب منذ حرب صيف عام 1994، بما في ذلك العناصر الإرهابية المتطرفة التي قاتلت الجنوبيين عملا بفتاوى تكفيرية.
وأوضح القيادي الجنوبي، أنه “من غير المنطقي وغير المقبول أن يقبل الجنوبيون اليوم وبعد كل ما قدموه من تضحيات بأي حلول تنتقص من حقهم في استعادة دولتهم، أو محاولة تمييع قضيتهم حتى لا يصل شعب الجنوب إلى مبتغاه في استعادة دولته بحدودها المتعارف عليها حتى 21 مايو 1990م”.
ودعا صالح رعاة العملية السياسية في اليمن إلى الاستماع للإرادة الشعبية الجنوبية ودعم تطلعاتها، “فهي السبيل الحقيقي والوحيد لتحقيق السلام في اليمن والمنطقة”، محذرا من أن “أي تجاهل أو تجاوز لهذه الإرادة سيجعل باب الصراع مشرعا إلى ما لا نهاية”.
وعبر صالح عن دعم المجلس الانتقالي الجنوبي وتقديره لجهود إحلال السلام، متمنيا أن يبني هذا السلام على قواعد متينة تكفل حلولا مستدامة، ومن ذلك حل قضية شعب الجنوب حلا عادلا يكفل له استعادة دولته باعتبار الجنوب مرتكزا أساسيا للحل، واستعادة دولته حق غير قابل للتجاوز أو القفز عليه.
وكان المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، شدد في وقت سابق، على أنه لن يكون ملزما بأي اتفاق بين السعودية وجماعة “أنصار الله” يمس الأمور المتعلقة بالجنوب.
وأضاف المجلس لشبكة “سي إن إن”، أنه لن يلتزم بهذا الاتفاق “سواء من الناحية الإدارية أو الأمنية أو في الأمور المتعلقة بمشاركة الموارد”.
وأشار إلى أن “الرياض قد عزلت جميع أصحاب المصلحة المعنيين من هذه المحادثات”.
لكنه في نفس الوقت، أكد المجلس أنه يدعم المفاوضات إذا اقتصرت على تمديد الهدنة ولم تتناول إلا المخاوف الأمنية السعودية.
وفيما يخص طرح العديد من السيناريوهات حول الشكل الذي قد تبدو عليه اليمن بعد الحرب، أوضح المجلس أنه “يريد عودة اليمن إلى الوضع الذي كانت عليه قبل عام 1990 عندما تم تقسيم البلاد إلى شمال اليمن وجنوب اليمن”.
وكان رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، قد أعلن نهاية فبراير/شباط الماضي، ترحيبه بالمحادثات الجارية بين السعودية وجماعة “أنصار الله” بوساطة سلطنة عُمان، مؤكداً أن أي اتفاق لإنهاء الصراع في اليمن سيكون بين الطرفين اليمنيين ولن تكون المملكة طرفا فيه.
وتسيطر جماعة أنصار الله اليمنية منذ أيلول/سبتمبر 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمال اليمن، بينها العاصمة صنعاء.
وأطلق التحالف العسكري العربي بقيادة السعودية، في 26 آذار/مارس 2015، عمليات عسكرية، دعما للجيش اليمني، لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
وتسببت العمليات العسكرية والقصف المتبادل، بمقتل وإصابة مئات الآلاف من العسكريين والمدنيين، ونزوح السكان، وانتشار الأوبئة والأمراض؛ فضلا عن تدمير هائل في البنية التحتية للبلاد.