بقلم: نسيم البعيثي

في ظل الأوضاع التي تشهدها المحافظات المحررة، ومع معركة المصير التي يخوضها اليمن وشعبه جنباً إلى جنب مع أشقائه في دول الخليج، تتعاظم الحاجة إلى صوت الحكمة، وإلى عقلٍ وطنيّ رشيد، وإلى مشروع جامع يقدّم الشراكة على الإقصاء، والحوار على العنف، والعدالة على منطق الغلبة.

إن الوطن لا يُبنى على فوهات البنادق، ولا تُدار الدولة بسطوٍ على القرار أو تغلّب بقوة السلاح ،فـالوطني الحقيقي لا يرى في القوة وسيلة للهيمنة، بل يؤمن أن الدول تُبنى بالإجماع والتوافق، وأن سيادة القانون والمشاركة العادلة هما الركيزتان الأساسيتان لاستعادة الدولة ومؤسساتها و حضورها.

وإن الحرص على البلد وعلى الأستقرار السياسي والتماسك الوطني في مواجهة الإنقلاب يبدأ من احترام كرامة المواطن، من صوته الحر، وتمثيله العادل في مؤسسات الدولة، فكل محافظة، وكل منطقة، وكل فرد، يمتلك حقاً أصيلاً في أن يُسمَع صوته ويُحترم مكانه، دون تهميش أو إقصاء أو تمييز.

الوطني لا يختزل اليمنيين في جغرافيا ولا يصنّفهم بمناطقيّة، بل يرى اليمن نسيجاً واحداً، ومسؤولية مشتركة، ومصيراً يتقاسمه الجميع، اليمن، كل اليمن، يجب أن يكون حاضراً في مشروع الدولة، وأن يجد أبناؤه فيه العدالة والمساواة وفرص الحياة الكريمة.

لقد آن الأوان أن نتسامى فوق الجراح، وأن نغادر الحسابات الضيقة، ونلتفّ حول مشروع وطني جامع يحقق هدف استعادة الدولة وإسقاط انقلاب ميليشيا الحوثي، وللمجتمع لحمتَه، ويعيد توجيه بوصلة المعركة نحو صنعاء، ومفتوح على آفاق العدالة والسلام والاستقرار.

اترك تعليقاً