اليمن ــ خاص
أصدرت قيادة قطر اليمن لحزب البعث العربي الاشتراكي القومي بياناً هاماً حذّرت فيه من خطورة التطورات المتسارعة التي تشهدها محافظتا حضرموت والمهرة وقصر المعاشيق، مؤكدة أن ما حدث يمثّل تقويضاً مباشراً لصلاحيات الشرعية الدستورية المعترف بها دولياً، وانتهاكاً صريحاً لمبدأ الوحدة الوطنية وتجاوزاً لجميع المرجعيات المتوافق عليها في المرحلة الانتقالية.
وأكد البيان أن الإجراءات الأحادية التي أقدم عليها المجلس الانتقالي—بوصفه أحد مكونات مجلس القيادة الرئاسي وفق اتفاق الرياض—عبر السيطرة بقوة السلاح على حضرموت والمهرة ومعاشيق، تُعد خروجاً على الإجماع الوطني، ونسفاً لمضامين اتفاق نقل السلطة وصلاحيات الرئيس السابق عبدربه منصور هادي، بل وتمثل تجاوزاً للمبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن وفي مقدمتها القرار 2216.
وعدّ الحزب فرض أمر واقع جديد خارج إطار مؤسسات الدولة الشرعية خطوة خطيرة تؤسس لصراع مركب ومعقّد، وتمس بقرار الدولة الأمني والعسكري، وتدفع نحو تمزيق النسيج الاجتماعي، فضلاً عن آثارها الاقتصادية السلبية التي تهدد التعافي الملحوظ في سعر العملة والاقتصاد الوطني، وتنذر بانزلاق البلاد نحو مسارات تخدم مشاريع الفوضى والميليشيات السلالية والمشروع “الصهيو-صفوي” الذي يستهدف الأمة.
واعتبر البيان أن ما قام به المجلس الانتقالي، وبالتنسيق مع إحدى الدول الشقيقة المشاركة في التحالف العربي، يُعد انقلاباً مسلحاً غير قابل للتبرير ولا يمكن تجاهل تداعياته الخطيرة التي تمس الثقة بالشرعية وتضرب مرتكزات الدولة، مؤكداً أن الحزب يرى في هذا السلوك تصرفاً مرفوضاً ومناقضاً للإجماع الوطني.
وجدد الحزب دعوته لأبناء الشعب اليمني الحرّ إلى التمسك بالوحدة الوطنية باعتبارها شرطاً أساسياً للانتصار في معركة استعادة الدولة، مؤكداً رفضه كل الإجراءات الأحادية في حضرموت والمهرة ومعاشيق، وداعياً لعودة القوات الوافدة إلى ثكناتها، وإعادة الوضع إلى ما كان عليه، والعودة إلى طاولة الحوار لمعالجة الخلافات بعيداً عن لغة الإقصاء، وتمكين مؤسسات الدولة من أداء مهامها دون منازعة.
وشدد الحزب على أن المعركة الوطنية المقدسة تتمثل في مواجهة التمرد الحوثي، ما يستدعي إعادة تنظيم وهيكلة القوات العسكرية والأمنية وتوحيد كل التشكيلات تحت قيادة وزارة الدفاع، وحشد الطاقات للمعركة الفاصلة لاستعادة الدولة. كما أكد الحزب أهمية حماية السيادة الوطنية ومنع تحويل اليمن إلى ساحة صراع إقليمي أو دولي، مشيداً بموقف رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي الرافض لكل الإجراءات التي تنتقص من صلاحيات الدولة.
واختتمت قيادة حزب البعث بيانها بالتأكيد على ضرورة إقامة علاقات متوازنة مع دول التحالف العربي، وعدم السماح بأي علاقة خارجية لا تمر عبر الحكومة الشرعية، مشددة على أن أمن اليمن جزء لا يتجزأ من أمن المنطقة، وأن الحفاظ على وحدة وسيادة اليمن هو حجر الزاوية للأمن القومي اليمني والإقليمي.