غيداء موسى – جدة

أكد استاذ مكافحة العدوى بجامعة الباحة البروفيسور محمد عبدالرحمن حلواني ، أن هيئة الصحة العامة في المملكة العربية السعودية أصدرت تقييمًا سريعًا للمخاطر عقب الإعلان عن تفشي مرض فيروس ماربورغ في إثيوبيا ، والذي يعد التفشي الأول من نوعه في البلاد، ما أثار قلقا عالميًا، إلا أن التقييم المحلي صنّف مستوى الخطر على المملكة بأنه منخفض.
وقال إن تفشي الفيروس في إثيوبيا بدا في 14 نوفمبر 2025، حين أعلنت السلطات الصحية الإثيوبية تسجيل 9 حالات إصابة مؤكدة من 17 حالة مشكوك باصابتها بفيروس ماربورغ في مدينة جينكا الواقعة في إقليم جنوب إثيوبيا، بينها ست وفيات، بنسبة وفاه بلغت 66.7% ، إذ يرتبط التفشي بسلالة سبق أن ظهرت في دول شرق إفريقيا ، وتشير التحقيقات إلى أن الحالة الأولى ظهرت عليها الأعراض في 24 أكتوبر 2025 ، وسارعت السلطات الإثيوبية إلى تنفيذ إجراءات واسعة تشمل الفحص المجتمعي، تحديد الحالات، العزل والعلاج، إضافة إلى تتبع المخالطين وتنظيم حملات توعية للحد من انتشار الفيروس ، كما أرسلت منظمة الصحة العالمية فريقًا من الخبراء لدعم جهود الاستجابة وتحديد مصدر العدوى، مع تخصيص 300 ألف دولار كميزانيه للمرض وتوفير معدات وقاية شخصية للعاملين الصحيين وخيام للعزل.
وأشار البروفيسور حلواني إلى أن فيروس ماربورغ يعد مرضًا نادرًا لكنه شديد الخطورة، وينتمي إلى نفس عائلة فيروس إيبولا ، ويُعتبر خفاش الفاكهة المصري الحاضن الطبيعي للفيروس، وتبدأ العدوى عادة بانتقاله من الحيوان إلى الإنسان، ثم تنتشر بين البشر عبر ملامسة سوائل الجسم أو الأسطح الملوثة بالفيروس ، وتتراوح فترة الحضانة بين يومين و 21 يومًا، وغالبًا ما تظهر الأعراض خلال 5 إلى 10 أيام ، وتشمل الأعراض الأولية الحمى المرتفعة والصداع الشديد وآلام العضلات والإرهاق، فيما يتطور العديد من المرضى إلى نزيف حاد خلال أسبوع من بدء المرض ، ويعتمد التشخيص المخبري على فحوصات من نوع البيولوجيا الجزيئية للمادة الوراثية للفيروس ، وحتى الآن لا يوجد لقاح أو علاج مضاد فيروسي معتمد، ويقتصر التدبير الطبي على الرعاية الداعمة ، وتتراوح معدلات الوفاة بين 24% الى 88% بحسب سرعة وجودة الرعاية الصحية.
وأضاف ” بالنسبة للمملكة فتقييم المخاطر فيها بحسب أداة التقييم السريع للمخاطر لدى هيئة الصحة العامة، أن احتمال دخول فيروس ماربورغ إلى المملكة ضعيف جدًا ، فالتفشي ما يزال محدودًا في منطقة منخفضة الكثافة السكانية بجنوب إثيوبيا، وعدد الحالات المؤكدة أقل من عشرة ، كما أن سرعة الاستجابة الوطنية في إثيوبيا، والدعم المالي والفني من منظمة الصحة العالمية، قللت بشكل كبير من احتمالية انتقال العدوى عبر الحدود ، وتشير سوابق التفشي في إفريقيا إلى أن انتشار الفيروس لم يتجاوز النطاق المحلي.
وخلص البروفيسور حلواني إلى القول :
إن مستوى التأثير المحتمل على السعودية فقد صُنّف بأنه منخفض أيضًا، نظرًا لما تتمتع به المملكة من بنية تحتية صحية متقدمة، تشمل أنظمة مراقبة قوية في منافذ الدخول، وقدرات راسخة في مكافحة العدوى في المستشفيات، إضافة إلى جاهزية عالية في الكشف المبكر والعزل والعلاج ، وهذه العوامل تقلل من أي عبء محتمل على النظام الصحي بحول الله.

اترك تعليقاً