بقلم الكاتبة:منيرة لافي الحربي
لا يهمّني من رحل…
فالرحيل لا يجرح الذات التي عرفت نفسها، ولا يُربك الروح التي وقفت أخيرًا في مواجهة مرآتها….
اليوم…
صرتُ أرى كل شيء من داخلي أولًا…
لم يعد الخارج يهزّني،
ولا تغيّر الناس يبعثرني،
ولا انسحاب الوجوه يُربكني..
فأنا اكتشفتُ المكان الأصدق…
المكان الذي لا يرحل ولا يخون: أنا.
كل بابٍ يُغلق لا يصدّني،
بل يعيدني إليّ…
إلى ذلك الصوت الخافت الذي طالما تجاهلته…
إلى تلك القوة التي كانت تختبئ تحت طبقاتٍ من الصبر،
وتنتظر لحظة الانبعاث.
من رحل… ترك لي مساحتي،
وتركني أسمع نفسي بوضوح،
وأرى قيمتي دون تشويش…
وأمشي بثبات امرأةٍ لم تعد تستجدي البقاء من أحد.
أنا الآن أعيش من الداخل…
حيث لا يُغلق باب،
ولا يرحل أحد،
ولا تنكسر ذاتٌ تعرف نفسها جيدًا…