✍️ بقلم: منيرة لافي الحربي

في صباحات نوفمبر…

تتفتح الروح كأنها ورقة سقطت من شجرة الذاكرة،

تبحث عن معنى آخر للحياة… لا في البداية، ولا في النهاية،

بل في ذلك الاتزان الخفي بين الحضور والغياب.

تهبّ النسمات كرسائل من زمنٍ بعيد،

تحمل عبق المطر الأول، وصوت الأرض حين تغتسل بالحلم،

تداعب القلب برفقٍ يشبه اعتذار السماء،

وتهمس للروح أن الهدوء ليس ضعفًا… بل نضج بعد عاصفة.

في نوفمبر، تتعلم الأرواح كيف تمشي على حواف الضوء،

وكيف تلتقط الجمال من بين الشقوق،

من بين لحظات الانكسار التي صارت أكثر صدقًا من الفرح العابر.

كل نسمةٍ تحمل فلسفة،

وكل غيمةٍ تكتب فصلًا جديدًا من حكمة الصبر.

يعرف نوفمبر كيف يلمسنا دون أن يقول،

وكيف يُعيد ترتيب الفوضى في داخلنا بنغمةٍ لا تُسمع…

فهو لا يذكّرنا بما انتهى،

بل بما ما زال فينا حيًّا رغم كل شيء.

نوفمبر لا يُعلن حضوره،

هو ظلّ يمرّ على القلب ويترك أثرًا من دفءٍ غير مفهوم،

يقول لنا بصوته الخافت:

ما زال في العمر جمالٌ ينتظر…

وما زال في الروح وطنٌ لم يُكتشف بعد.

اترك تعليقاً