بقلم الدكتور رشيد بن عبدالعزيز الحمد
في أمسيةٍ تعبق بالوفاء وتزهو بالعرفان، شهد مركز نَعَام بمحافظة حوطة بني تميم والحريق احتفاليةً خاصة لتكريم رواد التربية والتعليم من الزمن الجميل، أولئك الذين أفنوا أعمارهم في ميادين العلم والتربية، وأسهموا في صناعة أجيال وبناء صروح التعليم في القرى والهجر قبل أن تمتد يد التنمية إلى كل أرجاء الوطن.
جاء هذا التكريم امتدادًا لمبادرة الوفاء التي أطلقتها الهيئة العالمية لتبادل المعرفة لتكريم الرواد الأوائل في مختلف مناطق المملكة، والتي تؤكد أن الوفاء لأهل العطاء هو خُلُقٌ أصيل في مجتمعٍ لا ينسى جميل أبنائه.
وقد أُقيم الحفل وسط حضورٍ من أبناء التعليم والمجتمع، الذين عبّروا عن فخرهم واعتزازهم بمن حملوا رسالة التعليم بشرفٍ وأمانة، في زمنٍ كانت فيه الإمكانات محدودة، لكن الهمة والعزيمة لا تعرف المستحيل.
وخلال الحفل، تم تكريم نخبةٍ من المربين الأوائل من مركز نعام ب محافظتَي الحوطة والحريق، ممن كانت لهم بصماتٌ واضحة في تأسيس المدارس الأولى، وتخريج أجيالٍ من الأبناء الذين صاروا اليوم مسؤولين ومعلمين وأكاديميين في مواقع قيادية مختلفة.
وقد تبادل الجميع مشاعر الوفاء والامتنان، حيث بدت السعادة على وجوه المكرمين وهم يستعيدون ذكرياتهم مع طلابهم وزملائهم، في مشهدٍ مؤثرٍ يجسد عمق العلاقة بين جيل العطاء وجيل الوفاء.
إن هذا التكريم ليس مجرد مناسبةٍ عابرة، بل هو رسالة تقديرٍ رفيعة لكل من أخلص في أداء رسالته التربوية، ووقف شامخًا أمام التحديات من أجل أن تبقى راية العلم مرفوعة.
إن تكريم الرواد هو تكريمٌ لتاريخ التعليم نفسه، ولمعلمين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فكانوا قدوةً ونموذجًا للأمانة والانتماء.
ختامًا.. تظل نعام بتاريخها العريق شاهدةً على مسيرة
رجالٍ أوفياء، حملوا همّ التعليم ورسالة الوطن، وبقيت أسماؤهم محفورةً في الذاكرة، يُخلّدها الوفاء وتُزيّنها الدعوات الصادقة من أجيالٍ نهلت من عطائهم النبيل.