خالد الوهبي

للملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – مواقف عديدة مع الأدباء والشعراء، إذ كان يرى في الكلمة شريكًا للبندقية، وفي الشعر ديوانًا يحفظ تاريخ الأمة.

فقد أنشد الشاعر محمد بن عثيمين قصيدة يمدح فيها بطولات التوحيد، فردّ الملك بقوله: «القصيدة حسنة، ولكن الذي فعلناه ليس لنا، بل لله ثم لبلادنا وأهلها»، موجهًا الشعراء نحو خدمة الوطن لا الأفراد.

كما امتد حسه الأبوي إلى خارج الجزيرة العربية، حين بلغته معاناة الشاعر الكويتي فهد العسكر، فأرسل إليه العون قائلاً: «الأدباء أبناؤنا، وما نخليهم».

وفي زيارته التاريخية إلى القاهرة عام 1946م، التقى نخبة من الأدباء والصحفيين، ومنهم أحمد حسن الزيات ومصطفى صادق الرافعي، حيث شدّد على أهمية ترجمة كتب التاريخ والرحلات لبناء وعي عربي مشترك.

كما شجّع الملك الشاعر عبدالله بن خميس في بداياته، بقوله: «استمر، الشعر لسان العرب، ومن حفظ الشعر حفظ تاريخ قومه». وحتى في مجالس البادية، حين مدحه شاعر بشجاعته، أجاب: «إنما الشجاعة في طاعة الله، وما نحن إلا واحد منكم، إن صلحنا صلحتم».

إنها مواقف تؤكد أن المؤسس جمع بين السيف والقلم، وأن الأدب كان في عهده ركنًا من أركان النهضة الوطنية

اترك تعليقاً