الشيخ/ د. إياد بن أحمد شكري، -المؤذن بالمسجد النبوي الشريف.
يحث الأمة و كل محب ووفيّ بالدعاء للمملكة العربية السعودية وولاة أمرها الدعاء لولاة الأمور بالصلاح والتوفيق واجبٌ، وهو من النصيحة لهم حمايةً للوطن وأماناً مستداما وازدهارا لا ينقطع
عزنا بطبعنا و عزنا بإلتفافنا حول ولاة امرنا والدعاء لهم بالسلامة والصلاح والتسديد والعون والهداية والوقاية والكفاية من كل من يريد بها مكروها ومن كل حاقد او حاسد الدعاء باستمرار كلما تقلبنا في نعم الامن والامان على المستوى الفردي والأسري والمجتمعي بل على المستوى العالمي لما لهم من أيدي وفضل على قضايا العالم وإسهامهم في الخير وتحقيق العدل .
صوت الولاء والوفاء وصدق المحبة يتمثل في الدعاء لولاتنا رعاهم الله وسلمهم
قال تعالى:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾ [النساء: 59].دلّت الآية على منزلة ولاة الأمر، وارتباط استقامة شؤون الناس بهم، فالدعاء لهم إعانةٌ على تحقيق هذه الطاعة وإقامة العدل.وقال النبي ﷺ:«خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ، وَتَدْعُونَ لَهُمْ وَيَدْعُونَ لَكُمْ»رواه مسلم.
وفي الحديث التنصيص على أن علامة خيريّة الأئمة وجود المحبة والدعاء المتبادل.وقال النبي ﷺ:«ثلاث لا يَغِلُّ عليهن قلبُ مسلمٍ: إخلاص العمل لله، ومناصحة ولاة الأمر، ولزوم الجماعة»
في صحيح مسلم عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول:«خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الذين تُحبونَهم ويُحبونَكم ويُصلّون عليكم وتُصلّون عليهم…» أي يدعون لكم وتدعون لهم.
وقال الإمام الفضيل بن عياض رحمه الله:«لو كان لي دعوة مستجابة ما جعلتها إلا في السلطان، لأنه إذا صلح صلح بصلاحه العباد والبلاد». وقال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: «إني لأدعو لهم بالتسديد والتوفيق في الليل والنهار، وأرى ذلك واجباً عليّ »وقال الامام النووي رحمه الله:«الدعاء لولاة الأمور بالصلاح والتوفيق واجبٌ، وهو من النصيحة لهم»وقال ابن تيمية رحمه الله:«فالدعاء لهم من أعظم القربات، وترك الدعاء لهم من أسباب الفساد في الدين والدنيا».
وقد أكد علماء السلف والخلف على الدعاء، وحثوا كل مسلم صادق على دعاء ولي أمره، صغيراً كان أو كبيراً، وإرشاد أسرته لذلك، ليكون تعبيراً حقيقياً عن الولاء والانتماء. والدعاء من أعظم المناصحة لهم. وقال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي: «واجب الدعاء لأئمة المسلمين بالصلاح والتوفيق وصلاح البطانة».و أكد الشيخان ابن باز وابن عثيمين أن الدعاء لولاة الأمور من أعظم القربات وأفضل الطاعات، وأن المؤمن الحق لا يتوانى عن الدعاء لهم بالهداية والنجاح، ويحث أسرته على ذلك، تعبيراً عن الولاء الصادق والانتماء الوطني الصادق والأصل الشرعي: الدعاء للمسلمين مأمور به، والحاكم أولى الناس به لما يترتب على صلاحه من صلاح الرعية.المقصد الشرعي: حفظ الدين والنفس والمال والعرض والنسل، وهذه المقاصد لا تتحقق إلا بوجود سلطان صالح أو مُسدد، والدعاء له وسيلة لذلك.و منهج السلف الصالح اعتبر الدعاء للحكام عبادة وطاعة، وتركه بدعة تؤدي إلى الغل والفتن.و القاعدة الفقهية: ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب؛ وصلاح الأمة واجب، ولا يتم غالباً إلا بصلاح الحاكم، فيكون الدعاء له واجباً أو مستحباً مؤكدًا.
الخلاصة:
الدعاء لولي الأمر مشروع بالكتاب والسنة وإجماع السلف والخلف، وهو من أعظم القربات والنصائح، وفي تركه فتح لأبواب الفتن والشرور.
في يومنا الوطني، يتجلى الولاء بحب الوطن والدعاء لولي الأمر، فهو من أعظم القربات، وصلاحه صلاح للأمة ووحدة للمجتمع وسد لباب الفتن.
اللهم احفظ ولاة أمرنا وحكومتنا الرشيدة في المملكة العربية السعودية، اللهم أيدهم بتوفيقك، ووفقهم لما تحبه وترضاه، واجعل أعمالهم الخيّرة في خدمة الوطن والمواطنين والعالم أجمع في موازين حسناتهم.
اللهم ارزقهم البطانة الصالحة التي تدلهم على الخير وتعصمهم من الشر، وأدم على بلادنا نعمة الأمن والإيمان، والعز والتمكين، يا رب العالمين